-->
علاء الدين للمعلومات علاء الدين للمعلومات
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...
recent

كيفية الصبر على الظلم

كيفية الصبر على الظلم
كيفية الصبر على الظلم
الظلم إنّ الظلم منكرٌ كبيرٌ، تتكوّن على إثره المصائب العظيمة، ويضيع فيه الإنصاف بين الناس، وهو داعٌ لاضطراب حياتهم، إذ إنّه وضع الشيء في غير محلّه، وقد حرّمه الله -تعالى- لأجل ما يسبّبه من مضارٍ وأخطارٍ ومفاسدٍ، فقد حرّمه الله على ذاته، وجعله بين عباده محرّماً، حيث صرح رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فيما يرويه عن ربّه: (يا عبادي، إنّي حرَّمتُ الظلم على نفسي، وجعلتُه بينكم محرَّماً، فلا تظَّالموا)،[١] فالله -تعالى- حرّمه على ذاته لأنّه العادل، وحرّمه بين عباده حفاظاً عليهم في دينهم ودنياهم، والظلم من الموضوعات التي يعجّل الله في عقوبتها في الدنيا قبل يوم القيامة، وحذّر الله -تعالى- عباده من السقوط في الظلم، وأخبر بأنّ هلاك الشعوب الفائتة كان نتيجة لـ ظلمهم لأنفسهم، وللظلم درجاتٌ وأنواعٌ، أقوىّها ما يتعلّق بظلم الله سبحانه وتعالى، حين ينكر الإنسان وجود الله، أو ينفي صفةً من صفاته، أو يستهزئ فيما يتعلّق به، حيث أفاد لقمان الحكيم مُوصياً ابنه: (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)،[٢] فمن لقي حتفه وهو مشركٌ بالله تعالى؛ سيخلد في النار، ويدخل في الظلم ما يرتكبه العبد من الذنوب بينه وبين الله سبحانه وتعالى، والتي تكون فيما دون الشرك به، فتلك الذنوب إن يشأ الله -تعالى- يغفرها، ويتجاوز عنها، وإن يشأ يعذّب بها بقدرها، ومن أشكال الظلم ما يكون بين العباد بعضهم البعضً، وله صورٌ متنوعةٌ ومتغايرةٌ، أعظمها ما يكون في الاعتداء على مَن لا حيلة لهم، لاسترداد مستحقاتهم، وايضا قد يؤخّر الله -تعالى- جزاء الظالمين إلى أجلٍ لا يعلمه إلّا هو، فعقوبات الله سنةٌ من سننه، التي لا تتغيّر ولا تتبدّل.[٣] الوسائل المُعينة على الصبر تتعدّد الوسائل التي تُعين المسلم على الصبر على البلوى، ومن هذه الابتلاءات الظلم، وفيما يجيء إشعار لهذه الوسائل على نحوٍ مفصلٍ:[٤] معرفة العبد بأنّ الله -تعالى- قد ارتضى هذا، واختاره له، ومن كمال عبوديته لله تعالى أن يرضى بما رضيه الله -تعالى- له، ويعلم بأنّ هذا كالدواء الذي يتضمّن الشفاء والصحة والعافية، وزوال الداء، فيصبر على تجرّعه، ولا يتذمّر منه؛ فلا يستفيد، ويذهب نفعه هباءً؛ حيث لا تتحصّل هذه النتائج إلّا بهذا العلاج، وأيضاً إنّ الله عليمٌ رحيمٌ بعباده، ودليل هذاقوله: (وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ).[٥] يربّي الله عباده على السرّاء والضرّاء، ويستخرج منهم العباد الحقيقيين من هذه الظروف، فالذي يقوم بحقّ الله سبحانه وتعالى على اختلافالظروف؛ من النعمة والبلاء، لا يتشابه عن الذي يقوم بحقّ الله -تعالى- في النعمة لاغير. إنّ كلّ ما يصيب الإنسان مقدّرٌ من الله سبحانه وتعالى، حيث صرح: (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ).[٦] تذكّر الإنسان أنّ أعظم المصائب التي أصابت الأمة الإسلامية هي وفاة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. أن يعرف الإنسان بأنّ ابتلاء الله -تعالى- له ما هو إلّا اختبارٌ منه؛ لاختبار صبره، وأن يعرف ايضاً بأنّ مرارة الدنيا هي حلاوة يوم القيامة. الشهادة بأنّ الله -تعالى- وحده هو الذي خلق العباد، وخلق جميع أفعالهم، وحركاتهم، وسكناتهم، وما حدث منهم ما كان إلّا بإرادته، وما العباد إلا آلآتٌ تنفّذ إرادة الله سبحانه وتعالى، فبذلك يطمئن ويرتاح. الاطلاع على ذنوبه، والعلم بأنّ ما أصابه ما كان إلّا نتيجة لـ ذاته أولاً، حيث أفاد الله سبحانه وتعالى: (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ).[٧] تذكّر الإنسان الأجر من الله سبحانه وتعالى، والمكافأة الذي أعدّه لمن عفا وأصلح وصبر، وما يرجع عليه من سلامة قلبه تجاه إخوانه. الانتقام للنفس يزيد داخل العبد الذلّ والانكسار، وعكسه العفو الصفح، ويصدق هذا قول النبي صلّى الله عليه وسلّم: (ما ارتفع الله عبداً بعفو إلّا عزّاً).[٨] إنّ اشتغال الإنسان بالانتقام ممّا يفوّت عليه العديد من المصالح، التي لا يُمكن إدراكها. إنّ صبر الإنسان على من ظلمه وآذاه، يُوجب عودة خصمه عن هذا الظلم، وندمه عليه. الصبر إنّ الصبر منزلةٌ عاليةٌ ورتبةٌ رفيعةٌ من الدين، ولولا الصبر لما قام الدين، ولأهميته في الإسلام، فقد تعدّدت المقالات الواردة فيه من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وكما أفاد الإمام أحمد بأنّ الصبر قد ورد ذكره في القرآن أكثر من تسعين مرةً، وما هذا إلّا لأهميته ومكانته، فجاء في الآيات الكريمة الشأن بالصبر، والتحذير من مقابلّه، وبيان آثاره وثماره، حيث صرح رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (ما أُعطِىَواحد منٌ منحً خيراً وأوسَعَ من الصبْرِ)،[٩] فهو من أوسع الهدايا، وهو ضياءٌ لصاحبه يُعينه على تحمّل مشاقّ الدنيا والسير فيها، فضلاً سيطرّا يناله صاحبه الآخرة، والصبر وجوبٌ للقيام بأيّ عملٍ من الإجراءات، وأيّ طاعةٍ من الطاعات، فلا يقدر الإنسان على تأدية العبادات والبعد عن الذنوب والمنكرات إذا لم يكن متحلّياً بالصبر، ومن أشكال الصبر: الصبر على طاعة الله، والصبر عن معصية الله سبحانه وتعالى، والصبر على أقدار الله المؤلمة، فيمنع الإنسان ذاته من السقوط في جميعّ ما لا يرضى عنه الله، وعن وقوعه في المصائب والآلام؛ فلا يتلفّظ بالقول الحرام، ولا يفعل الإجراء الحرام، وإنّما يدرّب الإنسان ذاته على التحلّي بالصبر، ويعلم بأنّ كلّ ما يصيبه من الله سبحانه وتعالى، كما صرح: (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)،[١٠] فيرضى بما أصابه، ويسلّم طلب منه لله.[١١]
غالبا ، نشعر بأن الدنيا قد ضاقت علينا بما رحبت ، فظلم هناك ، وقصف هناك ، ونحن لا يمكننا أن نأخذ حقوقنا ، فنلجأ في أكثرية الأوقات الى البكاء ، والكبت ، والانطواء ، لآن إحساس الظلم من أسوأ المشاعر التي قد يشعر بها الانسان ، ولكن كيف يمكنناأخذ حقنا ممن ظلمنا ، وهل يجوز لنا أن نظلم من ظلمنا ؟؟ الحقيقة أن الله أعطانا كامل الحق ، لنأخذ حقوقنا بأيدينا ، ولكن هذا سيؤدي الى حياة أشبه بالغاب ، فسن لنا القوانين ، وشرع القصاص ، لأجل أن نأخذ حقوقنا عن طريقها . كيف أخذ حقي ممن ظلمني : الدعاء : فكلمة حسبي الله ونعم الوكيل ، تعني أنك وكلت أمرك للحي الذي لا ينام ، وللقيوم الذي لم يقبل الظلم على ذاته ، وحرمها على عباده ، فدعوة المظلوم ليس بينها وبين الله غطاء رأس ، فادع الله ، وانتظر أن يأخذ الله حقك بنفسه ، لآنه وعد عباده فقال ، وعزتي وجلالتي لانصرنك ولو في أعقاب حين ، فاجعل الدعاء رفيق قلبك ، ولا تترقب النصرة من العباد ، واجعل قلبك خاشعا لله . اللجوء لولي الشأن منكم : فان كان ظلمك كبيراً ، ولا تستطع أن يأخذ الله بحقك ، تَستطيع أن تلتجئ إلى ولي أمرك ، وتخبره بما وقع معك ، واجعله يحضر من ظلمك ، وليعترف في مواجهته بظلمك ، ثم اطلب ماتريد منه ، لأجل أن تشعر بالراحة ، فان رفض فعلى ولي الشأن اتخاذ الاجراءات الضرورية ، أما ان رضي فعليك أن تبدأ بمسامحته على فعلته ، وتستغفر الله له ولك . الجأ للقضاء : فإن كانت مشكلتك تتعلق بأمنك وأمانك واستقرارك ، فلجأ الى التشريع لأجل أن يحميك ، ويوفر لك كل الامكانيات الضرورية لتخطي الإشكالية ، ويمسك المعتدي عليك ، ويعطيه العقوبة الذي يستحق . اياك أن تقابل الظلم بالظلم : فان جاءك من ظلمك ، وطلب منك السماح ، فاعف ، واصفح ، فالله تعالى سيجعل أجرك في الدنيا والأخرة ، وسيمكنك في الأرض خير تمكين ، أما ان لم ترض بالصفح ، فهذا حقك كذلك خاصة ان كان الظلم عميقا ، فيمكنك أن تصرفه ، ولكن من دون الحاق أي أذى به ، واترك الشأن لأولي الشأن . وفي النهاية : فان أعظم الظلم ، هو ذاك الظلم الذي يمس شرف الفتاة وسمعتها ، ويجعلها تسير في الأرض ، منزلة رأسها ، خاشية أن يلق أحدهم اللوم عليها ، فان ذلك الظلم لا من الممكن أن يغترف ، وعده الله من الكبائر ، التي تدخل صاحبها النار ، فالفتاة التي قذارة سمعتها ، لا تستطيع أن ترجعها كما كانت ، خصوصا في المجتمعات العربية .










التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

علاء الدين للمعلومات

2016