-->
علاء الدين للمعلومات علاء الدين للمعلومات
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...
recent

قصة وصية الدماء جريمة في أسبوع الموضة بالقاهرة

 

قصة وصية الدماء جريمة في أسبوع الموضة بالقاهرة

بريق يخفي الظلام

كان أسبوع الموضة بالقاهرة في أوجه. فندق "نايل ريتز كارلتون" الفخم تحول إلى خلية نحل من المصممين والعارضات والنقاد والمشاهير. الأضواء الكاشفة كانت ترسم هالات مبهرة، والموسيقى الصاخبة كانت تضخ الأدرينالين في عروق الحاضرين، والأقمشة الفاخرة كانت تتهادى على منصة العرض كأحلام منسوجة. لكن خلف هذا البريق الخادع، كانت هناك دراما من نوع آخر على وشك أن تصل إلى ذروتها الدموية.

مركز هذه الدراما كانت أيقونة الموضة المصرية، السيدة "فريدة هانم الشناوي". امرأة في السبعين من عمرها، حادة كالماس، وأنيقة كقطعة فنية نادرة. كانت هي من أسست دار أزياء "الشناوي" منذ خمسين عامًا، وحولتها إلى إمبراطورية عالمية. الآن، كانت تستعد لإعلان تقاعدها، وتسليم مفاتيح المملكة إلى وريثها خلال عرض أزياء "الشناوي" الكبير، الذي كان الحدث الرئيسي للأسبوع.

لم يكن المقدم المتقاعد عادل فهمي هناك للاستمتاع بالموضة. ابنة أخته، وهي صحفية شابة تغطي الحدث، توسلت إليه أن يحضر معها "ليحميها من هذا العالم المجنون"، على حد تعبيرها. جلس عادل في الصف الأول، يشعر بأنه كبطريق في حفل للببغاوات، يراقب المشهد بعينيه الثاقبتين التي لا تفوتها شاردة أو واردة. رأى التوتر الذي يكمن تحت الابتسامات المصطنعة والنظرات اللامعة.

كان المسرح جاهزًا لدراما عائلية وتجارية معقدة.

الشخصيات

  • فريدة هانم الشناوي (الضحية) سيدة الموضة الأولى في مصر. امرأة قوية، متسلطة، بنت إمبراطوريتها بذكاء وقسوة. كانت تعيش من أجل إرثها، ومستعدة لفعل أي شيء لحمايته.
  • المقدم المتقاعد عادل فهمي (المحقق) رجل المنطق الهادئ في عالم من العواطف المتأججة والغرور المتضخم.
  • هشام الشناوي ابن فريدة الوحيد. رجل في الأربعينيات، ضعيف الشخصية، يعيش في ظل والدته ويعتمد على أموالها. كان يتوقع أن يرث كل شيء، لكنه كان يعلم أن والدته لا تثق بقدراته.
  • ديالا الخولي المصممة الشابة الرئيسية في دار "الشناوي". فتاة موهوبة وطموحة بشكل جارح، خرجت من حي شعبي لتصبح النجمة الصاعدة في عالم الموضة. كانت فريدة هانم تعتبرها ابنتها الروحية، والمرشحة الأقوى لخلافتها، مما أثار غيرة الجميع.
  • شهيرة المنياوي منافسة فريدة اللدودة. مصممة مخضرمة تملك دار أزياء منافسة. كانت هناك شائعات بأن فريدة سرقت تصميمًا محوريًا من شهيرة في بداية مسيرتهما، وهو ما بنى نجاح "الشناوي" ودمر مسيرة "المنياوي".
  • كرم عثمان مدير أعمال دار "الشناوي". رجل أنيق، هادئ، يعرف كل أسرار فريدة المالية والشخصية. ولاؤه يبدو مطلقًا، لكن هل هو كذلك حقًا؟
  • ساندرا عارضة الأزياء الرئيسية. شابة جميلة، كانت الوجه الإعلاني لـ "الشناوي" لسنوات. كانت على علاقة سرية بهشام، وكانت تحلم بالزواج منه والسيطرة على ثروته.
  • المفتش وليد ضابط شاب من مباحث وسط البلد. عملي ومجتهد، لكن هذا العالم البراق كان غريبًا عليه تمامًا.

في ليلة العرض الكبير، وقبل لحظات من بدءه، ألقت فريدة هانم خطابًا قصيرًا خلف الكواليس أمام فريقها والمقربين منها. كان صوتها حادًا كالمعتاد.
"
الليلة، ليست مجرد عرض أزياء. إنها ليلة تحديد المستقبل. بعد العرض، سأعلن قراري النهائي بشأن من سيقود هذه الدار. البعض سيكون سعيدًا، والبعض الآخر... سيضطر إلى قبول الواقع. إرث الشناوي فوق الجميع".

كانت كلماتها كإلقاء قفاز التحدي في وجوههم جميعًا. رأى عادل نظرة الخوف في عيني هشام، وبريق التحدي في عيني ديالا، والكراهية النقية في نظرات شهيرة المنياوي التي كانت قد تسللت إلى الكواليس.

بعد الخطاب، دخلت فريدة هانم إلى غرفتها الخاصة خلف المنصة لتستعد للظهور النهائي. بعد عشر دقائق، وعندما حان وقت ظهورها، لم تخرج. ذهبت مساعدتها لتناديها، لتنطلق بعدها صرخة مزقت هواء الكواليس المشحون بالتوتر.

قصة وصية الدماء جريمة في أسبوع الموضة بالقاهرة

جريمة مخيطة بالحرير

شق عادل فهمي والمفتش وليد، الذي كان حاضرًا لتأمين الحدث، طريقهما عبر حشد المساعدين والعارضات المذعورين. كانت غرفة فريدة هانم الخاصة فاخرة، مليئة بالمرايا والأضواء والأقمشة. وفي وسط كل هذا البريق، كانت تكمن الحقيقة المروعة.

كانت فريدة هانم الشناوي ملقاة على أريكة مخملية أرجوانية. لم تكن هناك دماء، ولم تكن هناك علامات عنف واضحة. لكن إبرة خياطة طويلة ورفيعة، من النوع الذي يستخدم في تثبيت الأقمشة الثقيلة، كانت مغروزة بدقة متناهية في قاعدة عنقها، من الخلف مباشرة، في بقعة صغيرة بالكاد تُرى بين فقرات العنق. كانت مغروزة بعمق، وقد وصلت إلى النخاع الشوكي، مسببة الموت الفوري والصامت.

كانت جريمة نظيفة، دقيقة، وقاتلة. جريمة لا يمكن أن يرتكبها إلا شخص يعرف عالم الخياطة والأزياء جيدًا. شخص يعرف كيف يستخدم الإبرة ليس فقط لخلق الجمال، بل أيضًا للموت.

"الباب كان موصودًا من الداخل،" قالت المساعدة وهي ترتجف. "لقد استخدمت مفتاحي الرئيسي لفتحه عندما لم ترد".

فحص عادل الباب. كان قفلاً حديثًا يعمل بالبطاقة الممغنطة، لكنه كان يحتوي أيضًا على مزلاج أمان داخلي بسيط. كان المزلاج مغلقًا. غرفة مغلقة أخرى. لكن هذه المرة، كان هناك نافذة صغيرة عالية في الغرفة، تطل على زقاق خلفي ضيق ومظلم. كانت النافذة مفتوحة قليلًا.

"ربما هرب القاتل من النافذة،" اقترح المفتش وليد.
"
ممكن،" قال عادل وهو ينظر إلى النافذة. "لكنها عالية جدًا، والزقاق بالأسفل ضيق. يتطلب الأمر رشاقة بهلوان للهروب من هنا دون إحداث ضجة أو ترك أثر. والأهم من ذلك، كيف دخل القاتل في المقام الأول إذا كان الباب موصودًا من الداخل؟"

نظر عادل إلى الطاولة بجانب الأريكة. كان عليها فنجان قهوة تركي نصف ممتلئ، وعلبة دواء صغيرة، ومظروف مغلق ومختوم بالشمع الأحمر، يحمل شعار "الشناوي". أمسك عادل المظروف بحذر. كان ثقيلًا. من الواضح أنه يحتوي على وثائق مهمة. "هذه هي الوصية،" همس لنفسه. "القرار الذي كانت ستعلنه. الدافع للجريمة يكمن هنا".

أصبح عالم الموضة البراق مسرح جريمة خانق. كل مصمم، وكل منافس، وكل قريب، وكل موظف مخلص، أصبح الآن مشتبهًا به في جريمة تم تنفيذها بدقة جراح وببرود صانع تماثيل شمعية.

قصة وصية الدماء جريمة في أسبوع الموضة بالقاهرة


خيوط متشابكة

تم إلغاء عرض الأزياء، وتحول الفندق الفاخر إلى مركز تحقيق كبير. فحص المفتش وليد ورجاله مسرح الجريمة بدقة. لم يجدوا بصمات واضحة سوى بصمات الضحية ومساعدتها. الزقاق الخلفي لم يكشف عن شيء. كان القاتل شبحًا.

بموافقة النيابة، تم فتح المظروف المختوم. لم تكن وصية بالمعنى التقليدي، بل كانت إعلانًا بتغيير هيكلي ضخم في الشركة. كانت فريدة هانم تخطط لتعيين ديالا الخولي كرئيسة تنفيذية ومديرة إبداعية، مع سلطات كاملة. أما ابنها هشام، فسيحصل على منصب شرفي براتب ضخم، لكن دون أي سلطة فعلية. كانت تلك صفعة قاسية لهشام، وانتصارًا ساحقًا لديالا.

الآن، كانت الدوافع تتضح كعارضة أزياء تحت الأضواء الكاشفة.

  • هشام الشناوي كان على وشك أن يفقد كل شيء. موته أمه قبل الإعلان الرسمي يعني أن الوصية القديمة، التي تجعله الوريث الوحيد، هي التي ستُنفذ. كان دافعه هو الأقوى. لكن هل يمتلك الجرأة لارتكاب مثل هذه الجريمة الدقيقة؟
  • ديالا الخولي كانت ستحصل على المملكة. لكن ماذا لو كانت فريدة هانم قد غيرت رأيها في اللحظة الأخيرة؟ ماذا لو كانت ستعلن شيئًا مختلفًا؟ ربما قتلتها ديالا لتضمن تنفيذ ما تم الاتفاق عليه.
  • شهيرة المنياوي كراهيتها لفريدة كانت أسطورية. ربما كانت هذه هي اللحظة المثالية للانتقام الذي انتظرته طوال حياتها المهنية.
  • كرم عثمان كمدير مالي، كان يعلم أن هشام سيقود الشركة إلى الخراب، بينما ديالا ستحقق نجاحًا باهرًا. لكنه كان يعلم أيضًا أسرارًا مالية أخرى. ربما كانت فريدة على وشك كشف اختلاسات كان يقوم بها، فقتلها ليسكتها.
  • ساندرا كانت خططها للسيطرة على الثروة من خلال الزواج من هشام ستنهار لو أصبح مجرد موظف شرفي. موته أمه يعيد كل شيء إلى نصابه.

بدأ عادل فهمي في نسج خيوطه بهدوء. لم يسأل عن "أين كنت؟" بل عن "ماذا رأيت؟". تحدث مع فنيي الإضاءة، وعمال النظافة، والسقاة. كان يبحث عن تفصيل صغير، شيء لا يتناسب مع الصورة العامة.

تحدث مع المساعدة التي اكتشفت الجثة. "هل كان هناك أي شيء غريب في الغرفة عندما دخلتِ؟ أي شيء في غير مكانه؟"
فكرت المساعدة. "لا... كل شيء كان مثاليًا كالعادة. فريدة هانم كانت مهووسة بالترتيب. ربما... ربما شيء واحد. الستارة الثقيلة التي تغطي النافذة. كانت مسدلة تمامًا. وهو أمر غريب، لأنها كانت تتركها دائمًا مفتوحة قليلًا لدخول الهواء النقي".

ستارة مسدلة؟ لكن النافذة كانت مفتوحة. هذا تناقض.

ثم تحدث مع أحد فنيي الصوت. "هل سمعت أي شيء غير عادي من ناحية غرفة السيدة فريدة؟"
"
لا يا باشا، الموسيقى كانت صاخبة جدًا. لكنني رأيت شيئًا غريبًا. رأيت ديالا الخولي، قبل بدء العرض بحوالي ربع ساعة، تخرج من الزقاق الخلفي. كانت تبدو مرتبكة وشاحبة".

ديالا في الزقاق الخلفي؟ هذا يضعها في مكان وزمان الجريمة. عندما واجهها عادل، اعترفت.
"
نعم، كنت هناك. لقد استدعتني السيدة فريدة إلى غرفتها عبر ممر الخدمة الخلفي. كانت متوترة. قالت إنها تريد تغيير شيء في الإعلان. لم تخبرني ما هو. ثم سمعنا طرقًا على الباب الرئيسي، فطلبت مني المغادرة بسرعة من النافذة حتى لا يراني أحد. قالت 'لا أريد أن يعرف أحد أننا التقينا الآن'. لقد ساعدتني على النزول. كنت خائفة من أنها ستتراجع عن قرارها".

كانت قصة معقولة، لكنها أيضًا قد تكون كذبة متقنة. إذا كانت فريدة قد ساعدتها على النزول، فهذا يفسر كيف كانت ديالا في الزقاق، ويفسر أيضًا لماذا كانت النافذة مفتوحة. لكنه لا يفسر كيف تم إغلاق المزلاج من الداخل بعد مغادرة ديالا.

شعر عادل بأن الحقيقة تختبئ خلف حجاب من الحرير، تمامًا مثل التصاميم الفاخرة التي كانت على وشك أن تُعرض. كان هناك خيط واحد مفقود، خيط رفيع لكنه قوي، يربط كل هذه الأحداث معًا.

ظل على المرآة

عاد عادل فهمي إلى مسرح الجريمة للمرة الأخيرة. وقف في وسط الغرفة الفاخرة، وأغلق عينيه، محاولًا إعادة بناء الدقائق الأخيرة في حياة فريدة الشناوي.

  • فريدة في غرفتها، متوترة.
  • تستدعي ديالا عبر المدخل الخلفي، ربما لتطمئنها أو لتحذرها من شيء.
  • يحدث شيء ما يجعلهما تقرران أن تغادر ديالا بسرعة وسرية عبر النافذة.
  • بعد مغادرة ديالا، تُقتل فريدة، ويتم إغلاق المزلاج من الداخل.

هذا هو المستحيل. كيف يمكن لشخص أن يُقتل ويغلق الباب على نفسه؟ ما لم يكن القاتل... لم يغادر الغرفة أبدًا.

فتح عادل عينيه وتفحص الغرفة مرة أخرى. المرايا كانت في كل مكان، تعكس الأضواء والأقمشة وتخلق خداعًا بصريًا للمساحة. ثم لاحظ شيئًا لم ينتبه له أحد من قبل. كانت هناك خزانة ملابس كبيرة ذات أبواب مرايا ضخمة. كانت تبدو كجزء من الجدار. اقترب منها وفتحها. كانت مليئة بالفساتين الفاخرة. لا شيء غريب.

لكنه لاحظ شيئًا آخر. كانت هناك بصمة إصبع صغيرة وضبابية على سطح المرآة من الداخل، في زاوية منخفضة. كأن شخصًا ما كان يتكئ على الباب من الداخل وهو مغلق.
ثم رأى الخدش الدقيق على الأرضية الخشبية المصقولة. خدش رفيع يبدأ من تحت الخزانة.

"هذه ليست مجرد خزانة،" همس لنفسه.
طلب من المفتش وليد إحضار فني. وبعد فحص دقيق، اكتشفوا الحقيقة المذهلة. الخزانة لم تكن مثبتة في الحائط. كانت على عجلات صغيرة جدًا ومخفية، ومصممة لتنزلق جانبًا لتكشف عن باب سري يؤدي إلى غرفة ملابس أصغر، ومنها إلى ممر الخدمة.

الآن، أصبحت الصورة واضحة كضوء كاشف.
القاتل لم يدخل من الباب الرئيسي أو النافذة. القاتل كان ينتظر بالفعل داخل غرفة الملابس السرية. عندما دخلت فريدة غرفتها، كان يراقبها من خلال فجوة صغيرة. رأى لقاءها مع ديالا. وبعد أن غادرت ديالا، خرج القاتل من مخبأه، وفاجأ فريدة من الخلف، وقتلها بالإبرة القاتلة. ثم، وبكل هدوء، أغلق المزلاج الداخلي للباب الرئيسي، وسحب الستارة ليخفي النافذة المفتوحة (التي لم يكن يعلم أن ديالا استخدمتها)، وعاد إلى مخبأه، وأغلق الباب السري، ثم هرب عبر ممرات الخدمة دون أن يراه أحد.

لقد كانت خطة شبه مثالية. لكن من يمتلك هذه المعرفة الدقيقة بتصميم الغرفة السري؟ ومن يمتلك هذه الجرأة وهذا الهدوء؟ لم يكن سوى شخص واحد.

قصة وصية الدماء جريمة في أسبوع الموضة بالقاهرة


الكشف الأخير على منصة العرض

في اليوم التالي، جمع عادل فهمي كل المشتبه بهم في نفس المكان الذي بدأت فيه المأساة خلف كواليس منصة العرض. كانت الأضواء مطفأة، والمكان يبدو كئيبًا ومخيفًا، مجرد هيكل عظمي للبريق الذي كان.

"لقد بحثنا عن قاتل تسلل إلى غرفة مغلقة،" بدأ عادل بصوته العميق. "لكننا كنا ننظر في الاتجاه الخاطئ. القاتل لم يتسلل. القاتل كان ينتظر بالداخل".

شرح عادل اكتشاف الغرفة السرية والخطة الشيطانية. اتجهت الأنظار المصدومة بين الجميع.

"هذا يضيق دائرة الشك بشكل كبير،" تابع عادل. "فقط عدد قليل جدًا من الناس كانوا يعرفون بوجود هذا المخبأ الذي صممته فريدة هانم لنفسها. ابنها هشام كان يعرف. وديالا ربما عرفت. وكرم، مدير أعمالها الذي أشرف على تجديدات الجناح، كان يعرف بالتأكيد".

"لكن القاتل ليس هشام، فهو أضعف من أن ينفذ خطة كهذه. وليست ديالا، فقد كانت في الزقاق وقت وقوع الجريمة. القاتل هو شخص كان لديه الدافع، والمعرفة، والهدوء لتنفيذ كل شيء بدقة".

سار عادل ووقف أمام كرم عثمان، مدير الأعمال الأنيق والهادئ.
"
أنت، يا كرم. أنت القاتل".

ضحك كرم بهدوء. "هذا سخيف. لماذا أقتل المرأة التي صنعتني؟ ولائي كان لها دائمًا".

"ولاؤك كان لنفسك فقط،" رد عادل. "لقد كنت تختلس الملايين من الشركة لسنوات. لكن فريدة، بذكائها الحاد، اكتشفت الأمر أخيرًا. لم تكن تريد فضيحة تدمر اسم 'الشناوي'. لذا، عقدت معك صفقة. ستتستر على سرقتك مقابل أن تختفي من حياتها إلى الأبد بعد إعلانها لديالا كوريثة. لكنك لم تكن لتتخلى عن هذا المنصب، عن هذه السلطة. لذا قررت أن تقتلها قبل أن تنفذ تهديدها".

"مجرد تخمينات،" قال كرم ببرود. "أين دليلك؟"

"دليلي هو شيء صغير جدًا. شيء لم تفكر فيه. عندما قتلتها، كانت الإبرة في يدك. ثم أغلقت المزلاج. ثم عدت إلى مخبأك. في كل هذا الوقت، كانت هناك قطرة صغيرة جدًا، تكاد تكون غير مرئية، من الدم الذي علق برأس الإبرة. هذه القطرة سقطت منك على السجادة داخل غرفة الملابس السرية. قطرة صغيرة جدًا لم تكتشفها الشرطة في بحثها الأول. لكنني طلبت منهم العودة والبحث عنها بعد أن اكتشفت المخبأ. وقد وجدوها. وعندما نحلل حمضها النووي، سنجده مطابقًا لحمض فريدة الشناوي. وسنجد على السجادة حولها أليافًا دقيقة من قماش بدلتك التي كنت ترتديها تلك الليلة".

انطفأ البريق في عيني كرم عثمان. انهار قناعه الهادئ ليكشف عن وجه رجل محاصر. لقد خانه تفصيل صغير، قطرة دم بحجم رأس دبوس، في خطته التي كانت بخلاف ذلك مثالية.

"لقد أعطيتها كل شيء!" صرخ فجأة. "حياتي كلها! وكانت ستطردني كأنني لا شيء! لقد استحققت ما هو أكثر من ذلك!"

بينما كانت الشرطة تقتاده، نظر عادل فهمي إلى منصة العرض الفارغة. لقد انتهت المسرحية. وسُدلت الستائر على جريمة وُلدت من رحم الجشع والخيانة. لقد أثبت مرة أخرى أن العالم الأكثر بريقًا وجمالاً يمكن أن يخفي أقبح الأسرار، وأن الخيط الذي يستخدم في حياكة فستان من الأحلام، يمكن استخدامه أيضًا في حياكة كفن من الدماء.


إرسال تعليق

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

علاء الدين للمعلومات

2016